مواقع التواصل الإجتماعي: التي أصبحت من أوائل استخدامتنا، وبداية لكل شيء نفعله.
بدأ الموضوع يأخذ حيزًا مثير للإشمئزاز، وبشكل يثير الفوضى في اللاشيء، وبدأت مواقع التواصل تتغلغل داخل الواقع لتقول له! (ارتاح قليلًا أيها الواقع واترك بعضًا من المساحة حتى اغير هؤلاء البشر للافضل) ولكن لم تكن تلك الخطة السليمة لمواقع التواصل، ولكن الهدف الأساسي هو اندماج وانشغال وهروب البشر من الواقع إلى شاشات الهواتف، وبالفعل نجحت الخطة، وبدأ الموضوع ينغمس بشكل مبالغ فيه
وبالتأكيد مهما كان الذي حدث من خلال تلك المواقع يوجد لها إيجابيات وسلبيات، ولكن ماهي إيجابيات مواقع التواصل وسلبيات تلك المواقع
إيجابيات السوشيال ميديا: قبل أن ابدأ بهذا المقال فكرت كثيرًا ماهي تلك الإيجابيات العظيمة التي ناخذها من تلك المواقع؟ ولكن تذكرت بأن نسبة الإستفادة نقطة صغيرة في مياه سلبياتها
ولكن من الممكن أن تكون الإيجابيات هي مساعدة الآخرين من خلال تلك المواقع؟ أو من الممكن بعض الكورسات التي يتم أخذها من وراء الشاشة! ام تلك المعلومات العظيمة والقيمة التي ناخذها من مواقع التواصل، والتي تكاد تكون مزيفة!
إيجابيات مواقع التواصل كثيرة وبشكل لا يعد ولا يحصى، وهناك الكثير من البشر الذين استطاعوا كسب المال من خلالها، وبعضهم أيضًا استطاع إظهار موهبته، والكثير والكثير من الإيجابيات، ولكن هل هذا ما نفعله؟ بالتأكيد لا
من أسوأ السلبيات التي ناخذها من السوشيال ميديا هو: الهروب من الواقع، والأهل، والحياة بشكل عام
الالتفات إلى اشياء تاخذ وقتنا بالكامل دون جدوى،
تمقق العين بتلك الشاشة وفعل ما اريد وما استطيع بدون محاسبة أو مراقبة، متاحة الإباحية، وظهور إعلانات للأطفال والكبار لتوصيل رسالة معينة (بأن هذا المشهد متاح واعتيادي) اقتباسات الاكتئاب والتوحد، والإبتاعد عن الواقع والبشر، الاكتفاء بالنفس، الاختلاط بين الجنسيين وبشكل طبيعي تحت مسمى(ال اوبن ميندت_ خليك متفتح )،
برامج الفيديوهات القصيرة والتي اكثر شيئًا مقظز على مواقع التواصل، وأصبح من يعاني من الفراغ يفعل بما يسمى (التيك توك) ولكن هل نكتفي بذلك القدر من السلبيات ام نذكر الكثير ؟ من رأيي أن نكتفي
الهروب من إلى: من المؤسف ايضًا هو هروب البشر من عذاب ومتعة وفوضى الحياة و الواقع إلى مواقع التواصل، ويبدأ البشر في بناء حياة ثانية في تلك المواقع، والعيش بداخلها، وبداية نكران الواقع الحقيقي بشكل تدريجي، والتعامل مع بشر غير حقيقين، ومشاركتهم مشاكلهم اليومية والتي أصبحت في العلن، أصبحت الزوجة بدل أن تُحل مشكلتها مع زوجها ومناقشتها أو أن تأخذ برأي احدًا من عائلتها أو تذهب إلى متخصص، تبحث عن أسهل طريقة وهو مشاركتها في جروب حل المشكلات، وليست المشكلة هنا بالتحديد، ولكن المشكلة الحقيقية هي هدم بيت الزوجية تحت أراء لا تمد للعلم ب صلة، تخيل أن تذهب إلى طبيب ليكتب لك علاجًا مناسبًا لمرضك وهو لم يدرس الطب قط، تبدأ النساء بقول الحلول العريقة والغير طبيعية، ومن قول إلى الثاني ومن حل إلى الآخر يتم هدم هذا البيت نهائيًا، وبدل حل أو مشاركة من الزوجين في حل مشكلاتهم، أو الذهاب لمتخصص، أصبح خراب بيت كامل، وعندنا الحادثة الشهيرة للزوجة التي كانت تساعد زوجها وتظن أن مساعدتها حق مكتسب وبعد أن اخذت برأي أعضاء في جروب ما، ووجهت زوجها مثلما قالو لها (وكأن حلاً مناسبًا لهم) كانت النتيجة موت زوجها.
فالحقيقة المُرة هي اخذ العلاج من الطبيب الخطأ، والتي يكاد يكون لم يدرس طب.
نقطة من بدايةالسطر: الواقع مهما كان متعب، قاهر، مؤلم، فلم ولن يستنزف منك بضعًا من التي تستنزفه منك مواقع التواصل، أن تتعلم هواية جديدة أو تنمية موهبة على ارض الواقع أفضل بكثير من تعلمها من موقع إلكتروني، النزول والتنزه في الطريق مع صديق مقرب أو بمفردك، يجعلك تشعر بالسعادة والتغيير الجذري بالمعنى الحرفي، التعامل مع البشر والخلاف في وجهات النظر، اختلاف اشكالكم ووجوهكم، واجسادكم، يجعلك تعرف جيدًا بأن الإختلاف في حد ذاته متعة وخير، مواقع التواصل تبعث لك رسالة في غاية البشاعة وهي(بأن كل شيء على مايرام والجميع في غاية السعادة، وانت الكئيب، المتوحد، الحزين)وهذا يجعلك دائمًا تسأل نفسك سؤال ( للدرجادي انا فاشل) ويبدأ السؤال يتغلغل داخل عقلك حتى تتأكد بأنك حقًا فاشل وغير قادر على فعل شيء، وبنفس الوقت أنت تريد التغيير ولكن لا تستطيع الخروج من تلك القوقعة.
عزيزي القارئ: ابدا بالخروج من تلك القوقعة وذلك التوحد الكاذب، وابدا في الاستمتاع بالواقع الحقيقي، ومهماكان مؤلم ومتعب، استمتع بالطريقة التي تجعلك سعيد، ولكن لا تجعل عينيك وعقلك داخل شاشة هات ومواقع تواصل التوحد.